لم يحدث في التاريخ أن وصلنا إلى هذه المرحلة من السهولة في الوصول للمعلومات، حيث أصبح الإنترنت أكبر مصدر للمعلومات على مر التاريخ، وخدم البشرية بشكل مذهل، وأصبح الحصول على المراجع العلمية والمعلومات وغيرها في متناول اليد بضغطة زر، وأصبح التواصل مع الآخرين في جميع أنحاء العالم متاحاً طوال الوقت، وهو أعظم أرشيف يمكن الرجوع إليه سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات وغيرها، وهو إحدى الطرق المتعددة والأكثر استنارة وإيجابية تساعدنا وتؤهلنا للمستقبل، والأهم تساعدنا على تغيير الواقع.
وقد جاءت مواقع التواصل الاجتماعي التي صنفها كل من “كابلان أندرياس وهينلين ميخائيل” إلى ست مجموعات، هي: “المدونات، وشبكات التواصل الاجتماعي، وعالم التواصل الافتراضي، وعالم الألعاب الافتراضية، ومجتمعات المحتوى، مثل: اليوتيوب، والمشروعات التعاونية، مثل: ويكيبيديا”، لتكون من التقنيات الحديثة التي لها دور فاعل في التعليم، فالتعليم كفيل بتغيير الفكر، وهو المرتكز وأساس تقدم الأمم ونشوء الحضارات، والتعليم الجاد هو الذي سيغيرنا، وهو انعكاس لما نحمله من علم ونضج في التفكير والوعي، وهو الشريان الذي يغذي حياتنا ومستقبلنا، وهو أسّ البناء وقاعدته، ففي هذا العالم الصاخب لا مكان للمجتمعات الضعيفة وقليلة الكفاءة، فعندما ينتعش أي شيء في أي مكان فتش عن التعليم، فهو المحرك والمنظم والشرارة لكل شيء، فلا معنى للمجتمع أو الاقتصاد أو أي منشط من مناشط الحياة بلا تعليم جيد.
والدول التي تطورت بشكل سريع هي الدول التي اهتمت بالتعليم أولاً، وتجد تجاربها التعليمية جديرة بالتتبع والقراءة والمحاكاة، فالتعليم ليس معلماً وطالباً فحسب، بل هو حياة يعيشها أبناؤنا الطلاب كل يوم، حياة مكتملة العناصر، وعندما تريد أن تحيا حياة جيدة فلا بد من توافر الكثير من العناصر لتحقيق معايير جودة الحياة، والتعليم يحتاج للبيئة المهيأة بمعايير تحقق الحد الأدنى من الشروط من أجل تحقيق هدف العملية التعليمية، فتوافر بيئة الصف المريحة والذكية لتطبيق استراتيجيات التدريس وأنماطه أمر ضروري، ووجود معلمين مدربين للتعامل مع التكنولوجيا التعليمية، ووجود إدارة لامركزية تطبق الاتجاهات الجديدة في الإدارة، وتعاون المنزل الذي هو أساس يرتكز عليه الطالب، بالتأكيد سوف ينتج لنا مجتمعاً مختلفاً ومتغيراً وعقولاً متنورة في السنوات المقبلة، الواقع أن هناك سؤالاً يتردد كثيراً، وهو: ما المخرجات الحقيقية للتعليم عن بعد؟ هل سيواجه الطلاب فجوة في المستقبل جراء التعليم عن بعد؟ وما تبعاته؟ وهل استخدم بطريقة فعّالة؟ الحقيقة لا يوجد لدي إجابة قاطعة، فالملاحظات التي ألاحظها لا أستطيع تعميمها، ولكن أتمنى أن تكون هناك دراسات ميدانية حتى نستطيع تحديد بوصلتنا التعليمية.