الخيال ووسائل التواصل الاجتماعي

من المتعارف عليه أن تربية الأطفال عملية شاقة، وهي من أصعب المهام التي يتحملها الآباء والمربون، وعند التربية لا بد من تهيئة الأطفال ونثر بذور حب التعلم في نفوسهم، ولكن هل تساءلنا كيف هم أطفالنا وكيف خيالهم في وجود الإنترنت؟ وهل كان دور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي فعّالا لتنمية خيال الطفل؟

لا يمكن أن ننكر أن وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بالإيجابيات، إلا أن سلبياتها تطغى على تلك الإيجابيات، فمخاطرها كبيرة على الأطفال، فهي ليست مجرد تطبيقات غير مؤثرة فقط للعب والترفيه ولكنها أصبحت حياة، ولكن حياة غير حقيقية افتراضية ومشوهة، فهي مليئة بالتناقضات المشوقة التي ينجذب لها الأطفال دون تنقيح أو فلترة، وتقدم للطفل كل ما يخطر على البال، فلا تدع للطفل مجالا أو فرصة للتخيل، والخيال مهم للطفل فهو يساعد على نمو الطفل المعرفي والعاطفي، ويساعده على توليد الأفكار وإيجاد الحلول، ويزرع الثقة بنفسه، وهو عامل مساعد في عملية التعليم المبكر.

والاستخدام المفرط للإنترنت ساعات طويلة يقضيها الطفل أمام حاسوبه يضعف قدراته الذهنية، فالإنترنت توفر خيالا عند الأطفال بطريقة آلية، دون الحاجة إلى أن يبذل الطفل مجهودا، والخيال جزء أساسي لتنمية قدراته الذهنية وهو من أدوات التجريب والاختبار والتفكير والتحليل والتعلم، ويعوده على التلقي والتحليل والاستنتاج ويدفعه لحب المعرفة، وأطفالنا الآن يستخدمون التقنية والإنترنت للعب، في حين أن الطفل في هذه الأثناء يعيش تشتت التركيز لأن الصور السريعة التي تمر أمامه يختزلها عقله ويخزنها في عقله اللا واعي حيث يستمر استرجاعها في عقله أمام كل موقف ولا يعطي فرصة له للتفكير والتخيل، والطرق الكلاسيكية كرواية القصص والنشاطات والفنون تعمل على تنشيط مخيلة الطفل، كذلك اللعب يجعل الطفل يتلمس ويتذوق ويحس بكل العناصر الموجودة حوله وينشط ذهنه ومخيلته، وهذا ليس رفضاً للتكنولوجيا والإنترنت ولكن لنتنبه ونستفيد من هذه التهديدات حولنا ونعالجها لنحولها إلى فرص تشترك فيها كل الجهات من البيت والمدرسة والمجتمع.. حيث أكدها أينشتين: “المعرفة ليست علامة الذكاء، ولكن الخيال”.

 

0 0 votes
Article Rating
الإشتراك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
للأعلى