يُقال إن معظم مشكلاتنا في الحياة تكمن في كيفية إدارتنا للقلق الذي يصاحبنا مع اختلاف أساليب الإدارة بيننا إلا أن الوعي الذاتي العميق والتدرب على السيطرة على الانفعالات سيجنبنا مشكلات اضطرابات القلق، ولكن هناك طرق بسيطة وذكية نستطيع أن نتجنب من خلالها اضطراب القلق الذي قد يصيبنا ويكبر بداخلنا ويقيد حركتنا واستمراريتنا بالتقدم في الحياة. فعندما تسيطر على القلق ستحس وكأن مفتاحاً كهربائياً قد تم تشغيله داخل قلبك، فيزيد حماسك، ويبقى تفكيرك وفعلك متراصفين ومتناغمين، وكأنك تعقد اجتماعاً استراتيجياً سياسته الفكرة الأفضل تفوز، وكأناس عاديين تعودنا أن لا نرى القلق إلا بصورة سلبية، مع أن لكل عمله وجهين، فهناك قلق إيجابي يجب اكتشافه والتعامل معه، وهو القلق المحفز في الحياة والذي يدعوك لتكون أفضل لتطور من مستوى التفكير لديك، وإمكانياتك، ومهاراتك، ووعيك لتدخل في سباقات الحياة بكل ثقة. أما القلق السلبي ينتج عن الخوف، فالخوف قد يسبب شللاً لنا ويجعلنا نرفض كل تغيير حولنا، ويتركنا نتراقص على سلم الرتابة والجمود، ويجب أن نستوعب أن كل شيء في هذا العالم له هدف ومعنى، وإذا فهمنا واستوعبنا الهدف من الخوف يمكننا الاستفادة من هذه الأحاسيس التي لو تركناها لدمرتنا، فقط عليك أن تتخيل الخوف وكأنه حش كاسر، قاومه وقف أمامه وحدق في عينيه وستحس بالشجاعة ولن يداهمك الشعور بالخوف والقلق منه مرة أخرى. فنحن في الغالب نبالغ في إحساسنا بالقلق ونعطيه أهمية أكثر مما يستحق، وعندما نتجاهله يرحل. ويجب أن نعي أن الكون يسير وفق مبادئ ثابتة أكبر وأعمق من قلقنا ومخاوفنا الصغيرة. أيضاً هناك شريحة تصاب بالقلق نتيجة لملاحقة مفهوم “الكمال” فرؤية الكمال في كل عمل نمارسه، وكل فعل ليس فكرة جيدة، لأن مكابدات صعوبات الحياة وخيباتها هي التي تصقلك وليس البحث عن الكمال الذي لن تجده. ولا بد أن نتقن الفرق بين النجاح والبحث عن الكمال وكلاهما يحدثان القلق إذا لم تتعامل وتدير نفسك جيداً. فالقلق وقود للحياة ولكن القلق “الإيجابي”. نحن لا نمتلك سعة رؤية لنرى أهمية ما نقلق من أجله في التخطيط الإجمالي للأشياء من حولنا. لذلك تعرّف على نفسك وافهمها جيداً لكي تحررها من القلق الذي قد يدمرها، فنحن نقلق لأننا نجهل ما سيكون، ونجهل ردة فعلنا تجاه ما سيحدث، ولو أنك تعرفت على نفسك جيداً، ووعيت ذاتك بشكل عميق لن يكون القلق الذي تحس به عائقاً بل محفزاً لكي تعيش بالشكل الذي تريده دون الاهتمام بما قد يظنه الآخرون.