كلنا يريد أن يحصل على حياة سهلة، وأوقات سعيدة، وحظوظ لامنتهية، ولكن البعض منا تعود أن يربط سعادته وعواطفه وحالته النفسية بتحقيق الأهداف؟! ومن المتعارف عليه أن الربح والخسارة هما الحالة الانسانية الثابتة في هذا العالم الهش والدائم التغيير، ولكن لماذا لا نتعود أن نحول خساراتنا النفسية إلى أرباح؟ شاهدت مؤخرا فيلما قديما تدور قصته حول الشجاعة والحب لدى المستوطنين الأميركيين الأوائل، كانت ميزتهم أنهم لا يكترثون بالمعاناة ورغم خوفهم يتصرفون ويتحملون الوحدة ويتقبلون المحنة ويتغلبون عليها بهدوء، بينما لا يفقدون التركيز على أهدافهم. كانت لديهم شجاعة وعزيمة ألهمتني كثيراً حتى أنني لم أستطع السيطرة على مشاعري أثناء الفيلم، هذا الفيلم يوضح الفرق بين أن تتغلب على مخاوفك والظروف المحيطة بك، والتركيز على أهدافك دون أن تجعلها شرطاً في حب نفسك والرفق بها، وهذا لا يعني ألا تتأثر بالتحديات من حولك، ولكن لا تدع مشاعر النجاح أو الفشل تسيطر عليك، فأنت هنا ملك لنفسك ولست ملكا للتحديات والظروف من حولك، ربما من الجيد أن نتبنى موقف المقاتل في بعض المواقف حيث نرى الحياة معركة ليس فيها إلا “النصر” بدلاً من الانسحاب والاختباء خلف مشاعرنا عند أول تحدٍّ يواجهنا والكيل بمكيالين لوماً لأنفسنا، ولسوء الحظ غالباً ما تعطينا الحياة دلائل ومفاتيح غامضة شأنها شأن الألغاز، من أجل أن نتبع نهجاً معيناً في تصرفاتنا، ومن أجل أن تكون قراراتنا سليمة غير محفوفة بالمخاطر وبعيدة عن لوم الذات يجب التفكير العميق بكل خطوة نخطوها ونبحث في المعطيات من أجل أن نتنبأ بمستقبل قراراتنا. يقول الروائي البريطاني John Gals Worthy” إنك إذا لم تفكر في المستقبل فلن يكون لك” ومن هذا المنطلق إن الحاضر والمستقبل والماضي لا يختلفون في مستوى الأهمية، فالتعمق في الماضي للبحث فيه ومعرفة طرق النجاح التي سلكناها وتحليل الفشل الذي مر بنا يجب أن يكون تغذية عكسية راجعة لتعديل مسارنا وهو مطلب من أجل التعامل مع الحاضر ليتّحد الماضي والحاضر لاستشراف المستقبل، والبحث عن النجاح وتعزيز الذات به هو شيء مستقبلي يجب الاستعداد له، فنحن لا نملك أدوات وعصا سحرية لتغيير الماضي ومن المحال تغييره، ولكننا نستطيع إحداث التغيير في المستقبل الذي لم يحدث بعد، بمعنى تقوية أنفسنا من الداخل وعدم الربط السلبي بين تعثرنا في الحياة وقيمتنا الداخلية.
الإشتراك
تسجيل الدخول
0 تعليقات