سوف نركز في هذه الورقة على المحاور الآتية :
أولاً :ضآلة فرص حصول المرأة العربية على جائزة نوبل .
ثانياً: نماذج لنساء عربيات يستحققن جائزة نوبل (مقارنة بتجربة توكل كرمان وماذا أضافت للمرأة العربية).
ثالثاً : التسويق والتجارة بالجائزة , وسوف تناقش باستفاضة في ورقة أخرى.
أولاً :ضآلة فرص حصول المرأة العربية على جائزة نوبل .
(نوبل هي جَدَّةٰ الجائزات ، وأمهنّ الأكثر صمودا ،واطولهن عمرا)
سبقت الغربية والإفريقية والآسيوية أختها العربية في مجالات كثيرة فمن الرئاسة إلى الحصول على جائزة نوبل الذي بدأ مشوارهن معها منذ أن نالتها ماري كوري مرتين،إحداهما في الفيزياء عام 1903 وذلك بسبب أبحاثها مع زوجها “بييركوري” والعالم “هنري بيكر” عن النشاط الإشعاعي، والأخرى في الكيمياء عام 1911، لتحافظ بذلك على لقب أول امرأة تنال هذه الجائزة مرتين وفي مجالين مختلفين.
يقول الدكتور وجدي زيد أستاذ الأدب الانجليزي بجامعة القاهرة إن أي متابع لسياسة منح الجوائز يجد أن هناك بعدين للجائزة : أولهما التفوق الفعلي وأيضا هناك البعد السياسي , والحقيقة أننا كعرب لم نعرف كيف نسوق أنفسنا للعالم وان نسعى للتفوق من أجل إبراز أدبنا وهويتنا للعالم,الحقيقة الملاحظة هو غياب المرآة , و هذا انعكاسًا واضحًا للسنوات الماضية التي كان الرجال أنشط فيها من النساء في المجالات العلمية والأدبية، غير أن الواقع في طريقة للتغير، فالجائزة لا جنس لها ولا دين، ولكن من يحكم قواعد إعطاء الجائزة هو مدى المساهمة الجادة في فروعها الست، لجان نوبل ومؤسساتها ترحب بحصول النساء على الجوائز ولا تمانع في ترشيحهن، ولكن يبقى الإنجاز هو معيار الحصول عليها, ومن خلال النقاش القادم سيتضح حقيقة هذا الكلام المثالي ربما .خاصة وأن الجائزة يتدخل الذوق فيها بميدانين ( جائزة الآداب ) والمصلحة )جائزة السلام (
في البداية يجب الاعتراف أن هناك أسباب عامة تبعدنا نحن العرب وتقصينا عن جائزة نوبل:
- يرى الأديب عبد الوهاب الأسواني أن اللغة العربية حاجز، لأنها لغة محلية، وأعضاء جائزة نوبل كل واحد منهم متخصص في لغة معينة، فهناك من هو متخصص في الانجليزية أو الفرنسية أو الألمانية وليس في أعضاء اللجنة متخصص في اللغة العربية وآدابها، لكن هناك من يتصلون ببعض الشخصيات من أساتذة الجامعات الذين يدرسون الأدب العربي في الخارج، يطلبون منهم أن يرشحوا لهم شخصيات عربية للجائزة
- أشار الأسواني إلى أمر آخر يبعد جائزة نوبل عنا، هو أن القارئ الغربي لا تهمه قضايانا، لذا لا يقرأ الأعمال العربية المترجمة إلى قليلين، هم طلبة أقسام الدراسات العربية في الجامعات الغربية، أما قضايانا نحن فتبدو مضحكة لهم، فهم لا يحسون بما نعانيه، وعلى سبيل المثال عندما عرض فيلم “البوسطجي” ليحيى حقي في الولايات المتحدة الأمريكية، ورأى المشاهدون في الفتاة التي فقدت عفافها يقتلها أبوها، نظروا إلى المسألة على أنها ساذجة، وذلك لأنهم لا يعرفون تقاليدنا.
- يرى الأسواني أيضا أن العربي يحمل معاداة للغرب، لذا من الصعب على القارئ الغربي أن يتفاعل مع نص يحمل له ولقومه نوعاً من الكراهية، وهو ما يجعل الحصول على نوبل بعد نجيب محفوظ صعباً جداً.
- يقول الناقد الدكتور حامد أبو احمد: لا اعتقد انه يمكن أن تعطى الجائزة لكاتب عربي قبل مرور عشرين عاماً تقريباً من حصول نجيب محفوظ عليها، لان هناك توازنات جغرافية في هذه المسألة، فمثلاً حصل عليها من اسبانيا كاميليو خوسيسيه في السنة التالية لنجيب محفوظ عام 1989 ولم يحصل عليها من اسبانيا احد حتى الآن، ولأنها جائزة تلف العالم كله فلابد أن تتأخر عنا بعض الشئ إلى شيء آخر هو أن صورة العربي في الغرب الآن متردية جداً، واعتقد أن هذا له تأثير في الجوائز، فمنطقتنا الآن أكثر المناطق سخونة في العالم وأكثر المناطق اضطراباً وحروباً ومشاكل وصراعات وسيارات مفخخة وعمليات استشهادية أو انتحارية، وهذا لا يجعلنا منطقة جوائز.
- 5- الكفاءات لدينا فردية، بمعنى انه ليس لدينا العمل الذي يقوم به المجموع بحيث يلفت النظر، إضافة إلى أن الثقافة عندنا في حالة فساد، والمشهورون والموجودون على السطح هم في المستوى الأدنى من شخصيات في الظل وكتاب حقيقيين، ومع ذلك لا يلتفت إليهم.
- أما من ناحية الترجمة يقول د. حامد: هناك ترجمة، لكنها ترجمة منتقاة وفي اغلبها لهؤلاء الكتاب المسيطرين على الثقافة في بلادنا العربية لكنهم لا يقنعون الغرب, نجد ترجمات كثيرة تشهد بواقعنا، لكنها ترجمات سطحية أحيانا، اذ ليست الترجمة في العالم العربي ذات ضوابط ومعايير ومسألة الحصول على الجائزة فيها جوانب ثقافية وسياسية وحضارية.. ويمكن أن نتخلص من الانعزال بأن نقوم بتفعيل أفكارنا، وان نتصل بالناس، وان نتكلم عن أفكارنا في بيوتنا وشوارعنا وفي الخارج، وعلى السفارات والمراكز الثقافية العربية ان تقوم بدور في التعريف بالثقافة العربية والإسلامية، ويمكن ان تقوم الملحقيات الثقافية العربية في الخارج بدعوة بعض المفكرين والمثقفين العرب للتعرف والالتقاء بهؤلاء الناس من وقت لآخر،
يرى د. كمال بشر الأمين العام لاتحاد مجامع اللغة العربية أن جائزة نوبل ابتعدت عن العرب ، وهناك أسباب كثيرة منها :
- إن العالم الغربي مهما كان صادقاً ومخلصاً في عمله لا يمكن أن يأخذنا معه في سفينته، لان له نظرة متراكمة منذ القدم، هي أننا قوم أشبه بالمتخلفين أو ليست لنا ثقافة وحضارة تستحقان التقدير.
- إن الجوائز في كل زمان ومكان فيها شيء من المجاملات واستطلاع الرأي، ونحن قوم منعزلون، وهذا الانعزال له اسباب كثيرة، فهو نوع من التكاسل والتهاون في حق أنفسنا والنظرة الدونية إلى حد ما إلى أنفسنا والفوقية لهم.
- 3- قلة المادة المعروضة عليهم من انتاجنا.
وقد جاءت جائزة نوبل للعرب عام 1988، أي بعد 88 سنة من انشائها، اما جائزة نوبل فانها من الصحيح انها تدفع للتعريف بالادب العربي لكن عملية التعريف يجب أن يقوم بها العرب قبل نوبل وبعد نوبل بأن نقدم ابداعنا ومفكرينا ونوابغنا.
أما ما يخص المرأة وضآلة فوزها بالجائزة , فهي عندما تحصل عليها تكون على استحياء , ولو نظرنا إلى المجالات الأكثر حصادًا للجائزة من قبل النساء وهي الأدب والسلام فإننا نتساءل عن سبب سبق الغربية , والإفريقية والآسيوية لأختها العربية في هذا المجال , ولماذا تغيب المرأة عن الحصول على الجائزة العلمية ؟في الواقع يجب أن لا ننسى انه حتى عالمياً المرأة متأخرة مقارنة بالرجل, لذلك طريق المرأة العربية وعر جداً , فالمرأة في العالم العربي لم تأخذ فرصتها مثل أخيها الرجل , ولازالت ترزح تحت دائرة انتزاع حقوقها المسلوبة وفرصة الاعتراف بها وبمنجزاتها ضئيلة , ناهيك عن الجو العام في العالم العربي من ضعف للمنجز الفكري العربي , ففي الوقت الذي نجد جامعات الدول المتقدمة تحظى بالمراتب العليا قياسا إلى الجامعات العربية، وتتطور مختبراتها وتواصل الأجيال المجهودات السابقة، ويقدم لها الدعم المالي الملائم، نجد الجامعات العربية مبنية على الارتجال ومؤسسة على المقاربة الأمنية، ولا تهتم بالبحث العلمي في أي مجال.فما بالك بالمرأة وانجازاتها وإبداعها.ونحن نعلم مكانة المثقف في بلده العربي , والرقابة الصارمة على الكتب , وكيفية تنقلها بين الدول العربية, وكم النسخ المطبوعة, ونعلم علم اليقين قيمة المؤلف والمثقف في وطنه العربي , فالثقافة والأدب كحرفة لا يكفل المكانة لحاملها , إذا كان هذا حال المثقف الرجل فما بال المرأة المثقفة والأديبة, ولا ننسى أن الحقوق الأدبية غير محفوظة, ومستوى القراءة في العالم العربي , والحقيقة أن تخلفنا كعرب في المجالات العلمية شيء واقع بسبب غياب استراتيجية البحث العلمي ، ونعرف ان الفائزين بجائزة نوبل ينتمون الى بلدان تنفق المال الكثير في البحث العلمي والاختراع ، وإسرائيل رائدة في هذا المجال وحصدت جوائزه العلمية دون نقاش او جدال من نوع الانحياز او اللوبي الصهيوني ,.من المعروف أن الجوائز الخاصة بالعلوم التطبيقية تكون غالباً معايير التحكيم فيها واضحة ومتعارف عليها لدى جميع العلماء والباحثين بدليل أن هذه الجوائز تعطى لجنسيات كثيرة أما العلوم الإنسانية ففيها جزء كبير سياسي واعتقد أن إبعاد جائزة نوبل عن العالم العربي ما يقرب من 15 سنة ليس غريباً فلا يوجد معايير تحكيمية للجائزة وإذا كان الرجل نصيبه ضئيل في الفوز , فما بالك بالمرأة ؟وهذا لا يعني بالضرورة إفلاس العقل العربي أو عدم قدرته على العطاء.
هذا يدفعنا إلى استعراض نماذج من الأدب النسائي في أفريقيا وآسيا غير العربية –على سبيل المثال-، يلاحظ أن هناك تباينًا بين المنتج الأدبي والثقافي النسائي من دولة إلى أخرى، حسب ظروف الدولة واتصالها بالعالم الخارجي، كما أن الفنون والآداب في أفريقيا وآسيا لا تقتصر على الأشكال المعروفة في الدول المتقدمة، فهناك كثير من الإبداعات التي هي نتاج الفطرة والبيئة، وهي من إبداع المرأة، كما هي من إبداع الرجل.
ورغم عدم ظهور الأديبات النسائيات الأفريقيات والآسيويات بشكل بارز على المستوى العالمي، باستثناءات قليلة، مثل الأديبة الجنوب أفريقية نادين غورديمير، التي فازت بجائزة نوبل للأدب عام 1991، فهذا لا ينفي عددًا كبيرًا من قصص التراث والأمثال الشعبية والمراعي والحرف اليدوية التي تشارك في إبداعها النساء في دول أفريقيا وآسيا، وعلينا أن نتذكر أن التراث الشعبي في أفريقيا وآسيا هو تراث شفهي غير مكتوب في معظم هذه الدول، وبالتالي فإن كل القرى والمناطق توجد فيها مبدعات وشاعرات، وأيضًا من يعرفن في غرب السودان بالحمامات اللواتي ينشدن الشعر ويحرضن على الثبات في الحروب والمواجهات، كما أن المرأة هي من تدفع الثمن الباهظ في النزاعات والحروب والمجاعات والأوبئة والنزوح والتشرد، الأمر الذي ينعكس على كتابات وإبداعات الأديبات الأفارقة.
السؤال المطروح:
- لماذا غابت إستراتيجية ترجمة للنصوص الأدبية الإبداعية إلى اللغات العالمية والتعريف بها لدى القراء والدوائر الأدبية في العالم بشكل منهجي ووفق خطة حضارية محكمة ودائمة؟
- من الملاحظ هيمنة العبء السياسي والأيديولوجي على معظم الإنتاج الأدبي العربي فضلا عن ندرة ابتكار أشكال ومضامين جديدة وفريدة من نوعها وأكثر حداثةَ؟
ثانياً: نماذج لنساء عربيات يستحققن جائزة نوبل (تجربة توكل كرمان وماذا أضافت للمرأة العربية).
السؤال المطروح : ماذا قدمت توكل كرمان للمرأة في اليمن والعالم العربي ؟
السؤال الثاني مهم : اليس هناك نساء عربيات مبدعات في مجالات اخرى ؟ حتى يقتصر الفوز على السلام فقط ؟
جائزة نوبل للسلام تبقى جائزة مثيرة للجدل ومزاجية لأن الضوابط مرنةخاصة في مجالات السلام والادب الذي يعتمد على الذائقة .
بالامكان طرح أسماء نساء عربيات مرشحات.مثل آسيا جبار الجزائرية , نوال السعداوي , جميلة بوحريد الجزائر(النظال الوطني )
نموذج آخر هي :نوال السعداوي
تجربة (توكل كرمان) أنموذج ,ماذا أضافت؟
سُئل د البروفيسور “جير لوند شتاد” الأمين العام لجائزة نوبل للسلام كيف تنظرون إلى منح جائزة نوبل لأول امرأة عربية وهي توكل كرمان؟
(بالتأكيد هذا الحدث يضيف لها الكثير وهي تستحق ذلك حقيقة، من خلال نشاطها الحقوقي فهي ناشطة بارزة في الثورة اليمنية، قامت بدور بارز من أجل ترسيخ قواعد الديمقراطية في اليمن، وعرف عن كرمان شجاعتها في مقاومة الفساد المالي والإداري ومطالبتها الدءوبة في الإصلاح السياسي وتجديد الخطاب الديني، كما أنها أول من رفعت صوتها عاليًا منذ وقت مبكر ضد إسقاط النظام الاستبدادي للرئيس اليمني على عبد الله صالح في اليمن عام 2007م. أنا سعيد لأنني قابلت هذه السيدة على مدار ثلاثة أيام تحدثت معها في موضوعات مختلفة، ولاحظت أنها سيدة حسنت التصرف والسلوك جمة الخلق ومرهفة الحس وبالغة الاهتمام بالمرأة وقضاياها.(( (http://www.tawakkolkarman.net/news_details.php?sid=649
- تجربة توكل كرمان بين صعود سريع وهبوط مضطرب:
ضجت الصحف العربية تحت عناوين قوية في عام 2011م بسبب منح جائزة نوبل للسلام لسيدة تدعى «توكل كرمان»، قيل عنها هي التي صعدت من «الصفر» إلى «الصفر» فى زمن محدود…!
أيضاً قيل عنها 🙁 لم يكن اختيار «توكل كرمان» موفقًا.. لا للجائزة ولا للجماعة.. فقد كان الأمر مكشوفًا للغاية.. وكان منح الجائزة لشخصية تفتقد أدنى مستويات الفكر والمعرفة مشهدًا فى هبوط «نوبل» لا صعود «توكل» !.
لم تكن سوى أنها عضوة في جماعة الإخوان المسلمين باليمن.
كانت
قد حصلت «توكل» على جائزة الشجاعة من السفارة الأمريكية في صنعاء ثم عضوية «اللجنة الأممية عالية المستوى لرسم رؤية
جديدة للعالم»,
ثم الدكتوراه
الفخرية من جامعة ألبرتا الكندية.
اختارتها مجلة التايم الأمريكية فى المرتبة الأولى لأكثر النساء ثورية فى التاريخ! ثم أصبحت «توكل كرمان» التى لم يسمع بها أحد أديبة وشاعرة وكاتبة.. ثم كانت المفاجأة الكبرى من مجلة «فورين بوليسي» التى يفترض أنها مرموقة – للغاية – حيث اختارت المجلة «توكل» فى المركز الأول ضمن قائمة أفضل «100» مفكر فى العالم!.
السؤال المطروح :
- ماذا قدمت توكل كرمان للمرأة اليمنية والمرأة العربي ؟
ا