هل فكرت أن تعيش حياة الانمحاء وراء عملك، بمعنى أن تخلص له بطريقة مفجعة؟ وهل ترغب في أن يكون صنيعك وحده الحاضر في هذه الحياة؟ أتوجه هنا للكتاب والمؤلفين وأصحاب المحتوى الأدبي والفني وغيرهم من أصحاب الاختصاص، فكل جملة أو نص هو الأساس الذي يرتكز عليه، بمعنى: إن المحتوى هو الأساس وليس الوسيلة، حيث الكتاب والصحافة المرئية أو المسموعة وغيرها من الوسائل الرقمية، هي قنوات تواصل تتغير بحسب طبيعة المجتمع وتطوره التكنولوجي والاقتصادي، فمثلاً جمهور الصحافة في العالم الرقمي هو: أنت، وأنا، وهو، وهي، ونحن، وهو ما نعتمد عليه بغض النظر عن النقاشات الدائرة حول الصحافة الورقية والمكتبات الورقية والرقمية، أتفق أن العالم الرقمي عالم سهل وطيّع يجيء إليك دون حراك، وعند الكتابة والنشر الرقمي يكون هناك تفاعل سريع لأن المتلقي يمارس في تلقيه للخبر أو المعلومة رفضاً وقبولاً ويأتيك رد فعله مباشرة، حيث أن التفاعل السلبي والإيجابي يثريه، وهذا يؤكد لنا أن المتلقي يمثل المشارك والمساهم في إعادة إنتاج نوع المعلومة أو الخبر، حيث يبني المتلقي رؤاه من خلال طرح محتوى عميق ومقنع وحيادي، فهو لا يتوقف عند قراءة النص المكتوب أو الخبر وينتقده بل أحياناً يعيد إنتاجه ويشاركه من خلال ما استوعبه واختزله في عقله اللاواعي، حيث بشريتنا الجديدة في المجتمع الرقمي أصبحت مشتركة جداً ومليئة بالبدع والأيديولوجيات الفكرية والتنوع الثقافي، مما جعل الأمور تصبح أكثر سهولة في ظاهرها وأكثر تعقيداً في حقيقتها، فهذه التكنولوجيا الرقمية أصبحت مولدة للكثير من المشكلات والحلول في آن واحد، فنحن نسير على مسارات الذائقة الإنسانية وجمالياتها والتي تنطلق من بنى علمية وثقافية أساسها العلاقة المباشرة بالمضامين الاجتماعية الثابتة والمتحولة، والبنى الاقتصادية والسياسية والتحولات الرقمية التي حولتنا إلى مجتمع مختلف متلقٍ ومشارك، ودور هذه الوسيلة الرقمية لن يختلف، فنحن نبحث عن المحتوى ولكن لا نستطيع التحكم بهذا المحتوى الذي يشارك فيه المليارات من الناس وهم في منازلهم، والمرعب أكثر هو سلبيات هذا التشارك العالمي الذي يجعل خوض غير المتخصصين في شؤون سياسية أو علمية أو اجتماعية بدون مرجعية عميقة سهل جداً، مما يخلق تضليلاً للمجتمع والرأي العام ويخلق أزمة عدم ثقة في كل ما يقال، لذلك متى نتجه لثقافة التدقيق والتمحيص والتأكد؟
الإشتراك
تسجيل الدخول
0 تعليقات