هل تؤمن بتدفق الأفكار بكل ما فيها من غرابة وعقلانية؟ الحالمة، والخارجة عن نمط المألوف، وهل تحاكم الأشخاص بأفكارهم أم بأفعالهم؟ فكلما هممت بكتابة فكرة أحس أن ثمة من هو أفضل مني باستمطار الأفكار، وكلما تداعت الأفكار وتسابقت إلى عقلي أحس أنها أفكار تافهة، أو تحتاج للشرح، وكأني أقيس أفكاري بملاعق القهوة، والأكيد أن حالتي هذه قد تكون نوعاً من الإفراط في العقلانية التي لا تتناسب مع عالمنا المفتوح اليوم، الذي يخرج لنا كل يوم في بدعة جديدة، وتسارع في الأحداث والمواقف، وعندما نتحدث عن الأفكار فهي ذلك الكنز الذي تحمله معك أينما ذهبت، وكلما كانت الأفكار مختلفة عن المألوف تميزت أكثر، وكلما تعاملنا مع الأفكار كمنتج زادت قيمتها..

وقلب بعض الأفكار إلى مشاعر وتحويل الملاحظات إلى حالة ذهنية لاستحضار الفكرة في الصورة التي نرغبها هي صورة نموذجية، ولكن هل نقد الأفكار سبب في توقف تدفقها؟ فمن المتعارف عليه أن الغرض من النقد سواء نقد الأفكار أو أي شيء آخر هو أن ينظر الناقد إلى ما ينتقده نظرة مستمرة فيراه واحداً أي أن يراه غير محدد بزمان بل متجاوزاً الزمان، ينظر له بتجرد من أجل أن يطوره لا أن يعيقه بمعنى أنه متوجه نحو عمق الفكرة وليس شهوة نقدها.

ولكن هل تؤمن بتوليد الأفكار وكأنها نوتة موسيقية ترتفع وتنخفض وتتكرر لتخرج لك نغمة مميزة؟ وهل هناك منهجية لتعليمها لتكون أسلوباً للاستفادة منها في حل المشكلات سواء اجتماعية أو اقتصادية أو تكنولوجية؟ وهل هناك مفاهيم ترتبط بتوليد الأفكار واستحضارها في حالة الحاجة إليها؟ وما أهمية وجود الأفكار في حياتنا؟ لابد أن نتفق أن عملية توليد الأفكار هي طريقة لرسم مسار للعقل أو الإنسان ليصل لهدفه مباشرة عن طريق جمع الطاقة الموجودة بداخلك والخبرات والتجارب والعلوم والمعارف وتوظيفها لخلق فكرة مميزة تتناسب مع هدفك، وهذا كفيل برسم مساراتنا في الحياة وتسهيل التحديات التي نواجهها في كل مرة، والأكيد أن الأفكار تتوالد كل مرة تستخدم فيها أسلوباً جديداً لتوليدها مثل: تصوير الأفكار، أو استخدام رسوم وأشكال وخرائط العقل.

جريدة الرياض