بين خطابين

“لقد تعودتم مني على الصراحة، ولذلك بادرتكم بالقول بأننا نمر بمرحلة صعبة، ضمن ما يمر به العالم كله”.. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-.

كانت كلمة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- كفيلة ببث الطمأنينة في نفوس المواطنين، وقت صعب يحتاج أن يلتف الشعب مع القيادة لاجتياز هذه الجائحة الإنسانية، فحداثة هذا الوباء تجعل عملية التكهن بالقادم صعبة، وشُح المعلومات عن فيروس كورونا وسهولة انتشاره المرعب تجعل الوضع أسوأ، وما نقرأه ونشاهده حول العالم من انهيار في المنظومة الصحية في بعض البلدان المتقدمة شيء يدعو للعجب، إلا أن المملكة كانت سبّاقة بالاحترازات وإدارة الأزمة، حيث كلمة خادم الحرمين الشريفين المطمئنة هي رسالة من القيادة للشعب بأننا جسد واحد، وأننا يجب أن نتعهد بالعمل معاً للمرور عبر هذا النفق الضيق بأقل خسائر ممكنة، فنحن نثق بقيادتنا الحكيمة، وكلما كان لدى المواطنين ثقة في مؤسسات الدولة كلما كان هناك قدرة أعلى وروح معنوية أكبر لاحتواء الأزمة والتقليل من حدة القلق العام الذي قد يؤدي إلى سلوكيات غير عقلانية بدافع الخوف.

والواقع اليوم يثبت أن المملكة اتخذت تدابير وإجراءات مبكرة لوقف انتشار فيروس كورونا داخل المملكة حيث الحجر على المسافرين القادمين من دول تفشى بها الفيروس، إلى منع الطيران الداخلي والتنقل بين المدن، وإيقاف الذهاب للعمل والمدارس والجامعات وتفعيل المنظومة التقنية الإلكترونية للدراسة والعمل عن بعد. رفع جاهزية المستشفيات وسهولة التواصل مع وزارة الصحة عبر خط هاتفي للتبليغ عن أي حالة مصابة بفيروس كورونا، ومنع التجمعات حيث أتى إقفال مراكز التسوق والمساجد كعمل احترازي لمنع انتشار الفيروس.

وبعد هذه الإجراءات الاستباقية التي جاءت مساعدة كل سعودي عالق خارج المملكة بتوفير السكن والعناية لأي متضرر، كذلك المساعدة والدعم المالي للقطاع الخاص والمتضررين في هذه الأزمة، جهود كبيرة انعكست صورتها على أرض الواقع بشكل تدابير فورية لمواجهة هذا الوباء. وشعار “كلنا مسؤول” يجب أن يتبناه كل مواطن من أجل أن تمر هذه الأزمة على خير.

وبين خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- الذي أتى نقياً رائقاً مطمئناً، وبين خطاب جونسون رئيس الوزراء البريطاني الذي جاء باهتاً متشائماً كخطاب نعي لشعبه حيث طالبهم بالاستعداد لفراق بعض الأصدقاء والأقارب.. أستحضر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا)؛ متفق عليه.جريدة الرياض

0 0 votes
Article Rating
الإشتراك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
للأعلى